
على ضفاف قلبك
"على ضفاف قلبك"

يا من إذا مرَّ النسيمُ بذكرِها
أهدى الربيعُ عبيرهُ وتفنَّنا
أنتِ التي في حضنها ينسى الأسى
قلبي، ويزهر بعد جرحٍ مُوهَنا
أنتِ الصباحُ إذا أتى متبسِّمًا
وأنا الغروبُ إذا أتاكِ مُحنَّنا
إنّي عشقتُكِ في الزحامِ وكلَّما
ضاقتْ دروبي، في هواكِ تَفنَّنا
أهديتُ عمري للغرامِ ولحظةٍ
في قربِكِ، العمرُ الجميلُ تَثنَّنا
إن غبتِ، غابتْ كلُّ ألوانِ المدى
وتكسّرتْ في مقلتيكِ المُعلنا
عيناكِ بحرٌ، والمحيطُ قصائدي
يا موجةً في عمقِ قلبي سَكنا
ضَحِك القمرُ إذا ابتسمتِ، فزادَهُ
نورًا، وزاد الليلَ سحرًا أبهَرا
أنا شاعرٌ، لكن أمامكِ مُعجَبٌ
أعيا الحروفَ جمالُ وجهكِ حينَ بَرا
يا وردةً نادت طيورَ الحبِّ كي
تُهديكِ لحنًا من غرامٍ أطهَرا
مهما كتبتُ، فالحروفُ قليلةٌ
عن وصفِ حسنكِ، أو غرامٍ أبهَرا
قد علَّمَتني كيفَ أهوى مُخلصًا
وكيفَ أدفنُ في هواكِ الخوفَ سَرا
علَّمتني أن الهوى عِزٌّ إذا
كان الوفاءُ جناحَهُ المُتَكسِّرا
علَّمتني أن الحياةَ قصيدةٌ
أنفاسُها من حُسنِ وجهِكِ تُنشَرا
في كلِّ يومٍ أستعيدكِ لحظةً
وأراكِ في عيني صباحًا مُزهَرا
وأرى غيابَكِ مثلَ ليلٍ مُوحشٍ
يمضي، ولكن لا يُرى فيهِ القَمَرا
لو كنتِ تعرفُ ما بعيني من هوى
لأتيتِ نحوَ القلبِ تمشي مُسرَعا
أنا لا أرى الدنيا سواكِ حقيقةً
فالحبُّ أنتِ، وكلُّ شيءٍ أبهَرا
يا فرحتي في العمرِ، يا أنغامَهُ
يا وردةً بيضاءَ، صارت أحْمَرا
في حضرتكْ… تُختصر الدنيا لنا
ونعيشُ عمرًا في غرامٍ مُبهَرا
إن كنتِ جنَّتي، فأنتِ نيراني أيضًا
أهوى الحريقَ إذا أتاكِ مُبهَرا
وسأبقى رغمَ البُعدِ أهتفُ باسمِكِ
حتى يذوبَ الحرفُ عشقًا مُعطَّرا
يا من سكنتِ القلبَ من قبل المدى
حتى إذا جاءَ الفراقُ تكسَّرا
أهواكِ حتى تنطفي شمسي، ولا
تُطفأ بقلبي شعلةٌ، بل تكبُرا
اضف تعليقك هنا عزيزي